![]() |
| ما هي اعراض الفشل الكلوي وامراض الكلى |
والكلى من أكثر أعضاء الجسم صمتا، فإشاراتها خافتة وعلاماتها هادئة، وكثيا ما تمضي سنوات طويلة بعد الإصابة بمرض في الكلى دون أن يشكو المريض، ودون أن تظهر علامات تسترعى انتباه الطبيب. وهذه من أخطر صفات بعض أمراض الكلى، حيث قد يصل المريض إلى المراحل المتأخرة من الفشل الكلوي دون أي شكوى على امتداد الطريق الطويل.
إلا أن هذا لا يعني استحالة الاكتشاف المبر في مثل ه1ه الحالات، فاستعمال الوسائل التشخيصية المعاونة من خلال فحص روتيني يتم سنويا يمكن أن يؤدي لاكتشاف ما لا يقل عن 95% من أمراض الكلى المتترة.
أهم الاشارات:
1- الألم:
![]() |
| آلام مرض الكلى |
قليل من أمراض الكلي يؤلم، وأهم وأشهر أنواع الألم الناتج عن الكلى هو المغص الكلوي. وهو ألم انقباضي متقطع يشعر به المريض في منطقة الكلى (انظر الشكل)، ويشع في اتجاه الأعضاء التناسلية، وقد يصحبه حرقان في التبول وفي بعض الأحيان نقص في حجم البول أو توقف كامل عن إدراره. كما قد يشكو المريض من القئ وانتفاخ البطن والعرق المتزايد.
![]() |
| شكل يوضح موقع الكلى داخل جسم الانسان |
والمغص الكلوي يعني انسداد كليا أو جزئيا بالحالب أو إحدى الكؤوس الكلوية. وما يشعر به المريض من ألم ينتج بالفعل عن انقباض عضلات الحالب في محاولة للتغلب على الانسداد. ومن أشهر أسباب هذا الانسداد هو الحصوات صغيرة الحجم، مما يجعل فرصة الانسداد ضعيفة. وهناك أسباب أقل انتشارا يمكن أن تؤدي إلى انسداد الحالب كالجلطات الدموية أو الصديدية وغيرها.
وقد تصاحب أمراض الكلى أنواع أخرى من الألم غير المغص، أهمها الألم المستمر المصاحب لانتفاخ الكلى كما يحدث مع الانسداد الجزئي المزمن للحالب، أو في حالة وجود حويصلات منتفخة أو ملتهبة. وكذا الألم بل والتهابات العيرات الدمية في بعض الأحيان. إلا أنه يجدر التنويه بأن الإطلاق كالتهابات القولون، والتهابات الأعصاب، وتقلصات عضلات الظهر لأسباب عديدة مثل تآكل الغضاريف وغيرها.
2- التورم:
ينتج التورم عن تخزين كميات من السوائل تفوق المعدلات الطبيعية بالجسم بما يزيد على 5 - 10%. وهناك أسباب عديدة لمثل هذا التخزين مثل أمراض القلب والكبد والحساسية وبعض الغدد الصماء. إلا أن الكلي تمثل مكانا بارزا في هذه القائمة.
![]() |
| التورم قد ينتج عن امراض الكلى |
والتورم الناتج عن امراض الكلى يبدأ عاد في الوجه، حيث يلاحظ المريض أو المحيطون به انتفاخ الجفون وامتلاء الوجه وخاصة في الصباح، ويبدأ ذلك الانتفاخ في الزوال تدريجيا خلال ساعات النهار. كما يشمل التورم القدمين والساقين وخاصة ليلا، واليدين والساعدين والبطن في بعض الاحيان طوال اليوم.
والتورم الناتج عن امراض الكلى يصاحب الالتهابات الكبيبية الحادة، وعند وجود الزلال بالبول بكميات كبيرة (ما يسمى بالتورم النفروزي)، وكذا في المراحل المتأخرة من الفشل الكلوي المزمن.
3- الأعراض العامة:
يصاب بعض مرضى الكلى بمجموعة من الاعراض العامة التي كثيرا ما تعزى خطأ إلى الارهاق في العمل او الاكتئاب او غيره، وتشمل الصداع والوهن العام وقلة التركيز والرغبة في النوم والشحوب والغثيان والقئ. ورغم أن هذه الاعراض لا تدل بالضرورة على مرض بالكلى، إلا أنها قد تشير إلى ذلك وتستدعى الاهتمام الكافي.
كما قد يصاب بعض مرضى الكلى بارتفاع في درجة الحرارة، يتراوح بين الارتفاع الشديد الذي تصاحبه رعشة متكررة في حالات الالتهاب الصديدي بحوض الكلى وانسجتها الضامة، إلى الارتفاع الطفيف في حدود نصف درجة مئوية أو أقل لفترة محدودة صباحا أو مساءً في حالات الالتهابات المزمنة، والدرن، وبعض اضطرابات المناعة والأورام وغيرها.
التغيرات الولية:(أ) حجم البول:
تنتج الكلى الطبيعية حجما متباينا من البول يختلف من يوم لآخر. فعند تناول الانسان حجما كبيرا من السوائل او الاملاح تستجيب الكلى بزيادة حجم البول الذي قد يصل إلى عدة لترات. وفي حالة نقص السوائل بسبب عدم تناول كميات كافية من المشروبات ا نتيجة فقدها في العرق او الاسهال او القئ او خلافه، يقل حجم البول عن نصف لتر في اليوم. وهذا التباين مطلوب ويدل على كفاءة طبيعية للكلى.
أما عند حدوث قصور مزمن في وظائف الكلى وفقدها القدرة على التركيز والتخفيف، فإن حجم البول يميل إلى الثبات، مع زيادة طفيفة في حجمه على المعدل الطبيعي الذي يقدر بحوالي لتر ونصف اللتر، إلى لترين ونصف اللتر أو ثلاثة يوميا، وهو الحجم الذي يسمح بخروج المواد الضارة دون مجهود يذكر في عملية التركيز التي تتطلب مجهودا أكبر من أنسجة الكلى المريضة. وحتى يمكن إخراج هذه الكمية على فترات منتظمة، عادة ما يضطر المريض للتبول مرة أو أكثر خلال فترة نومه الليلية، وتعد هذه الشكوى من المؤشرات الهامة لصور وظاف الكلى، وإن كانت تحدث في أمراض أخرى كالسكر وتضخم البروستاتا وغيرها.
أما الفشل الكلوي الحاد، والفشل المزمن في مراحله الأخيرة، فيؤديان إلى نقص في حجم البول قد يصل إلى الانعدام الكامل.
ويالحظ أن التغير المرضي في حجم البول لا يعني بالضرورة مرضا في الكلى. فنقص حجم البول يصاحب العديد من أمراض القلب والكبد وغيرها، وزيادته تصاحب بعض أمراض الغدد وتعاطي بعض الأدوية واضطرابات نسب بعض الاملاح بالدم، وهي أمور تضعف بعض الأدوية واضطرابات نسب بعض الأملاح بالدم، وهي أمور تضعف من أهمية حجم البول في حد ذاته في تشخيص أمراض الكلى وإ ظل دوره في إثارة الاشتباه قائما.
(ب) ظهور الزلال:
الزلال هو أحد بروتينات الدم المهمة يحافظ على حجمه ولزوجته، ويمثل العربة التي تحمل الكثير من المواد خلال تنقلها من عضو لآخر. كما يطلق لفظ "الزلال" مجازا على مختلف البروتينات الأخرى - رغم عدم دقة التعبير - وعندئذ يشمل الجلوبيولينات أو "أجسام المناعة" المهمة جدا في مقاومة الأجسام الغريبة كالميكروبات وغيرها.
ونظرا لكبر حجم جزئ الزلال وللشحن الكهربائية الاستاتيكية التي يحملها، فإنه لا ينفذ من الثقوب الضيقة للسطح المرشح بكبيبات الكليتين (صفحة 11)، وحتى الكميات الضئيلة منه الت يقد تجد طريقها خلال الراشح الكبيبي تمتص بواسطة النبيبات بحيث يكاد يخلو البول الطبيعي تماما من أي أثر للزلال.
وفقدان الزلال في البول علامة مرضية أكيدة - ليست بالضرورة خطيرة - لا يظهرها سوى الفحص المعملي للبول، وإن كان يشير إليها ظهور رغوة واضحة فيه (أقدم جهاز لقياس الزلال في البول كان يعتمد على ارتفاع الرغوة في أنبوبة اختبار بعد رج البول بشدة). إلا أنه عند فقد كمي كبيرة من الزلال في البول تتعدى قدرة المريض على استعواضها، تنخفض كمية الزلال بالدم، ويؤدي ذلك إلى تورم الجسم. وقد أدى هذا الارتباط بين ظهور كمية كبيرة من الزلال بالبول وتورم الجسم إلى اسعمالهما كمترادفين، بحيث يطلق كثيرون لفظ "الزلال" على التورم، وهذا بطبيعة الحال تعبير تجانبه الدقة فهناك أسباب أخرى عديدة للتورم (انصظر صفحة 52) رغم أنه يظل من الإشارات المهمة لاحتمال ظهور الزلال في البول.
(جـ) البول المدمم:
يتلون البول بدرجات مختلفة عند امتزاجه بالدم، ويتوقف ذلك على الحجم النسبي لكل منهما، ودرجة حموضة البول، والفترة الزمنية التي يمتزجان خلالها قبل التبول. ونتيجة التفاعل بين جميع هذه العوامل، يتفاوت لون البول المدمم من مجرد عكارة مدخنة إلى لون بني كالشاي إلى لون الدم القاني.
والبول المدمم إشارة صريح إلى وجود مرض بالجهاز البولي، تتراوح أسبابه بين مختلف أنواع التهاب الكلى إلى الحصى والتقرحات إلى الأورام الحميدة والخبيثة.
(د) تعكر البول:
تصيب البول عكارة واضحة في حالة احتوائه على الصديد، أو بعض أنواع الأملاح كالفوسفات وحمض البوليك. وفي كلتا الحالتين قد يصاحب هذه العكارة حرقان أثناء عملية التبول أو ألم بالكليتين. إلا أن التمييز النهائي بينهما يجسمه تحليل البول معمليا.
5- اضطرابات عملية التبول:
لا تؤدي أمراض الكلى عادى إلى شكوى من عملية التبول إلا إذا صاحبتها إصابة بالجهاز البولي السفلي كالمثانة ومجرى البول. ويحدث ذلك في حالات الحصى والالتهابات الصديدية وغيرها، حيث يشكو المرضى من صعوبة التبول أو ضعف اندفاع البول أو الألم الموضعي أثناء عملية التبول أو بعدها أو كثرة عدد مرات التبول... إلى آخره.
أهم العلامات:
إذا كانت الشكوى من أمراض الكلى محدودة ومبهمة، فإن أيا من العلامات القليلة التي تنتج عن معظم هذه الأمراض لا يؤد الإصابة بها. فالتشخيص الاكلينيكي لأمراض الكلى يعتمد على تآلف مجموعة من الإشارات والعلامات تثير الاحتمال وتؤيده، وإن كانت الفحوص التصويرية والمعملية ضرورية في معظم الأحوال لتأكيد التشخيص.
ومن أهم تلك العلامات اترفاع ضعظ الدم والشحوب وتورم القدمين، يضاف إليها عند قصور وظائف الكلى بعض العلامات الأخرى التي تشمل الجلد والعظام والمفاصل والقلب والرئتين والجهاز العصبي وغيرها.




ليست هناك تعليقات:
Write comments